الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية كان يحتاج الى عملية زرع كبد مستعجلة: وفاة الرضيع جود ووزارة الصحة في قفص الاتهام

نشر في  29 مارس 2018  (12:41)

كنا قد أشرنا في مقال سابق بموقع "الجمهورية" الى قصة الرضيع جود خشارم، هذا الرضيع الذي لم يتجاوز عمره ال9 أشهر، والذي كان يعاني من قصور في الكبد يتطلب عملية مستعجلة خارج حدود الوطن، واليوم بلغنا خبر وفاة جود .. ملاك رحل قبل أن تتفاعل وزارة الصحة مع وضعيته الحرجة . 

ونشير الى أننا قد اتصلنا في وقت سابق بوالد جود أحمد خشارم، الذي أكد لموقع الجمهورية أن رحلة علاج طفله انطلقت منذ شهره الثاني، حيث تفطن الى أنه كان يعاني من انتفاخ على مستوى بطنه، وبعرضه على الأطباء أكدوا له أن "جود" مصاب بتشوه على مستوى كبده، وتحديدا في القنوات، حيث أن جود ولد دون القناة الصفراء المسؤولة عن عمليات الهضم، مما أدى الى انسداد للقنوات .

وبعد خضوع جود الى عديد التحاليل وعملية جراحية، تم التفطن الى أن حالته الصحية تدهورت وأصيب بقصور على مستوى الكبد، وذكر محدثنا أنه نقل ابنه من صفاقس الى المنستير، حيث اجتمع طاقم تونسي بآخر فرنسي، وبعد تحليل وضعية جود الصحية قرر الاطار الطبي أن جود يحتاج الى عملية زراعة كبد مستعجلة ونظرا لوضعه الصحي الخطير وصغر سنه، رأوا أن اجراء العملية في تونس غير وارد لعدة أسباب أهمها انعدام المعدات اللازمة، واقترح الطبيب الفرنسي اجراء عملية الزراعة باحدى مستشفيات باريس، وأكد السيد أحمد أن تكاليف العملية تبلغ 500 ألف دينار، مضيفا أنه مستعد للتبرع بجزء من كبده الى ابنه، من جهة أخرى أفادنا أنه سلم ملف "جود" الى الكنام في انتظار موافقة وزارة الصحة على نقل ابنه وعلاجه خارج حدود الوطن.

وحدثنا السيد أحمد وهو يغالب دموعه، أن حياة ابنه رهينة اجراء هذه العملية، مؤكدا أن "جود" يعاني من آلام حادة ودائم البكاء، وهو ما لا يستطيع تحمله، متمنيا أن توافق وزارة الصحة وتمضي على ملف ابنه في أقرب الآجال وتنقذ حياته قبل فوات الآوان .

لكن يبدو أن وزارة الصحة لم تستمع الى صرخة هذا الأب، لتنتهي حياة جود مبكرا جدا، وينتقل الى جوار ربه، اجراءات ومماطلات واستهتار بحياة أبناء هذا الوطن كلها أسباب سرعت في رحيل الملاك جود .. فالى جنات الخلد يا جود عسى أن تستفيق اداراتنا من سبتها وتنتصر للحياة عوض انتصارها للموت .

سناء الماجري